dimanche 28 avril 2019

Accueil > Les rubriques > Images > زهير بن الفاروق.. كيمياء الصورة الفوتوغرافية

زهير بن الفاروق.. كيمياء الصورة الفوتوغرافية

, Ibn El Farouk

Ce qui caractérise la démarche photographique de Ibn El Farouk dans la scène artistique marocaine, c’est qu’elle est la seule à se préoccuper de l’abstraction en photographie et de sa portée picturale.

إننا غارقون، اليومَ، من قِمةِ رؤوسِنا إلى أخَامِصِ أقدامنا، في غَمرِ عصرِ الصورة بشتى أشكالها وأنواعها. نُدركها أكثرَ مما نراها؛ وأحيانا، يحدثُ أن نتوفقَ في رؤيتها. هذهِ السحابةُ الملتهبةُ من الصور المتغيرةِ والمتحركةِ لها تأثيرٌ حادٌّ يؤدي إلى إضعافِ انتباهنا. لقد أضحى من الصعبِ علينا استخلاصُ لحظاتٍ قليلةٍ من الدَفقِ والحركةِ اللذين يجرفانِ واقعنا، لنكونَ وجها لوجهٍ أمامَ هذه الصور، التي كانت في ما مضَى ثابتةً، وشكلت أقطابَ جذبٍ ومجَسَّاتِ استشعارِ الانتباهِ شديدة الاقتدار.
يُسجل ابن الفاروق أبحاثهُ المكثفة التي يُجريها في مجال الفوتوغرافيا وإنتاجِ الصور الثابتةِ والمتحركةِ، في علاقتها مع هذا الموقفِ العام للإدراك. لكنهُ يفعل أكثر من ذلك. إنهُ يعالجُ، برحابة صدرٍ، ماديةَ الصور، مُنتجا نوعا من الصَّدمةِ الكهربائيةِ النفسيةِ لدى من يكتشفها، إذ تستوقفهُ، حينها، لحظةً لتضعهُ في غَمرِ التساؤل.
لا ينبغي أن ننخدعَ بما نراهُ.. أكيدٌ أنها صورٌ، لكنها من صنفٍ متفردٍ، يستحيل، ونحن نتأملها، ألا نتساءَل عمَّا تمثلهُ وعن كيفيةِ إنجازها وعن دلالاتها ومَعانيها.
هوذا زهير بن الفاروق فوتوغرافيٌّ بدون آلة، يُنجز أشياءً مرئية تنبثق من تَحَللِ عالمٍ لطبقات مادية تشكل الشريط الفضي. سنقول إنه يشير إلى ما قبل تاريخ الصور الفوتوغرافية. ومع ذلك فالنتيجة المرئية معاصرة باقتدار. ويمكننا أن نقول كذلك إن ما يذهب للقيام به، دون المرور عبر عالم البرامج ومفاتيح الرموز التي تؤطر مجمل ما يُنتجُ من صور إلكترونية اليوم، يمكن لأي امرئ تحقيقه بواسطة هاتفه الذكي أو حاسوبه، مما يؤدي إلى ظهور صور بدون مرجع.

Gélatine sur plaques de verre/scan, 2018.

لكن ليس نقد المرجع، الإشكاليةُ المتجاوزة بشكل واسع، هو ما يهمه؛ بل هي مادية السند ذاتها، العالمُ الكيميائيُّ السابقُ، المضيفُ والمانحُ لإمكانية تجلي الصورة. إنها صورة ما قبل الصورة، الصورة بما هي سيرورة تَحَوُّلِ مادةٍ تحت تأثير الضوء.
ما نكتشفه هنا، هو أن الصورة الفوتوغرافية الفضية أضحت ممكنة بفعل وجود تراكب أسطح، كل واحد يَجترح له تفرده الكيميائي والفيزيقي الخاص به.
باستحواذِه على هذه التنضيدات يتوفقُ ابن الفاروق في استخراجِ أحد سُطوحها، نُسميه هنا "جِلدَ الصورة"، ليظهرَ لنا بأنها تمتلكُ حياةً خاصة بها لا يمكنُ أن تنتعشَ إلا إذا تمت إعاقةُ طباعةِ موتيفٍ عليها، بغطسها في المَطهَرِ المائي، حتى إذا استوتْ انفصلتْ عن عُمقها، وطفتْ مُجللة بالتماعاتٍ تُشيعُ الضوءَ فيها.
نكتشفُ في عمل الفنان ابن الفاروق كائنا يُشبه حيوانا من الحَيواناتِ التي استوطنت المحيطات في بدء الخليقة. فضلا عن أنه يُخبرنا عمَّا حدثَ في غابرِ الأزمان؛ ليتبيَّن لنا أن الألوانَ ظهرت في الكون، ربما، قبل وجودِ العيون. يُحيلنا هذا إلى ما كانَ موجودا قبل تَشكُّل شبكيةِ العين.
الصورُ الثابتةُ المستخلصةُ من هذه العملية تشرعُ أمامنا مَسربا يؤدي إلى زمنٍ كان الإنسان فيهِ لا يزال خَطا في اللوحِ المحفوظ.
هذا السفرُ عبر الزمنِ ما كانَ ليكونَ لولا آلة الارتداد الزمني، والتي ما هيَ سوى صورِ زهير بن الفاروق.

الناقد الفني الفرنسي جون لويس بواتفان
ترجمة : الشاعر والباحث الجمالي بوجمعة أشفري
Traduit par le poète marocain Boujemaa Achefri

Gélatine sur toile, 2018.
Photographie argentique, raclage de gélatine, 2018.
Photographie argentique, révélation, couches d’encres, 2018.
Photographie argentique, raclage de gelatine, 2018.

Rappel de l’exposition : one/one-expo#4 — No apparatus, jeudi 20 décembre 2018